درسنا أن لكل فعل رد فعل (مساوي) له في المقدار و(مضاد) له في الإتجاه .. هكذا يعرف العالم كله نظرية رد الفعل .. ولكن في وطننا الذي يتلاعب بمصيره حفنة من (المتجبرين والطغاة) يصرون على تطبيق نظرية رد الفعل بطريقتهم الخاصة حيث قد وضعوا أساسا جديدا لها وهو : لكل فعل رد مضاد له في الاتجاه ولكن يفوقه بكثير جدا في المقدار
بالأمس صدر حكم القضاء المصري (الشامخ) بحق من تتم محاكمتهم بتهمة التعدي على أقسام الشرطة في محافظة المنيا إبان فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، أتفق تماماً أن هناك عنفاً قد وقع والحوادث كثيرة والدلائل أكثر ولكن عندما نغيب العقل بهذه الطريقة ونصدر الانتقام الأعمى بهذا الأسلوب فنحن نعيش في غابة وليس في دولة من المفترض أن هناك قانوناً يحكمها
رد الفعل من مؤيدي الانتقام جاء أن من يتعاطف مع المحكوم عليهم عليه أن يتوب ويراجع نفسه ويراجع بنفسه الصور وافلام الفيديو التي توثق عنف المتهمين وأفعالهم الشنيعة التي كدرت الأمن العام (وكأن الأمن كان موجودا بالأساس حتى يتم تكديره) .. الخ الخ ولا أعترض على هؤلاء ولكن اعترض على تغييب العقل .. العقل والمنطق يا سادة يا كرام
رد الفعل من مؤيدى الانتقام ضد من علقوا على هذه المحاكمة وما جاء بها من أحكم قضائية خارج مصر يدل على كم الجهل والتكبر الذي يحكم عقول هذا الشعب، فتارة يقولون أن من علقوا (منهم السكرتير العام للأمم المتحدة، رئيس وزراء السويد، أردوغان بالطبع، البيت الأبيض في بيان رسمي، وكالات أنباء عالمية عن شخصيات سياسية عالمية) لا يفهمون شيئاً في القانون لأنه حكم ابتدائي يجوز الطعن عليه .. أو ردود أشبه (بالردح) ملخصها : خليكو في حالكو .. بالله عليكم هل هذا رد يمكن قرائته وتقبله من أناس يفكرون بهذا الأسلوب ؟؟
قلتها مراراً وتكراراً .. يحكمنا حفنة من الأوغاد لا يهمهم سوى الكرسي ولا يعبأون بأنهار الدماء التي تجري تحت هذا الكرسي .. كل ما يهمهم هو السلطة وليذهب الشعب إلى الجحيم طالما الغاية تبرر الوسيلة .. حسبنا الله ونعم الوكيل