المطرب الأبكم!

كنت أراقبه يعمل فى صمت .. يتلقى الأوامر الرسمية من مدرائه .. والطلبات الودية منى ومن أقرانى .. وينفذها دون أن ينبس ببنت شفة
كان لا يكل ولا يمل من العمل بالرغم من المجهود الكبير المحمول على عاتقه وحيدا
لمدة اسبوعين متواصلين .. كنت انتظر اللحظة التى ينطلق فيها صوته .. يقولون فى الغرب أن الأنسان الصامت هو الغامض
وكذلك كان هو .. غامضا بمعنى الكلمة

كنا جميعا نعامله بلطف وود .. تقتضى وظيفته كعامل بالمطعم بأن يقوم بخدمة الكل حتى لو كانو أقل سنا منه أو حتى مقاما .. كان يقابل المعاملة اللطيفة والود بلا تعبير .. لا رد فعل

مرت الأيام .. نسيت انى أرغب فى سماع صوته .. رؤيته يتكلم .. حتى خيل الى انه أبكم

لكن فى تلك الليلة .. بينما كنت اتهيأ للرحيل .. المكان شبه خالى الا منى انا ومن بعض أقرانى وصديقنا الصامت وفجأة سمعت صوت غناء يتردد فى فراغ المكان

لقد كان صديقنا الأبكم .. يغنى ! يردد بعض أغانى شعبية
لقد كان مطربا أبكما
ولكنه مازال صامت فى حضرتنا