افتقاد

مر شهران على وفاتك والدى العزيز .. لم أكن أعرف أنى سأفتقدك بهذه الدرجة المؤلمة .. صورتك لا تفارق ذهنى فى الصحو والغفلة .. خاصة أيام مرضك الأخيرة والتى كنت دائما تحرص فيها على ذكر الله وعلى الاطمئنان علينا جميعا .. تماما كما كنت تفعل .. أقرأ سورة الكهف كل ليلة جمعة .. أقرأها من مصحفك الأخضر وأهدى ثواب قرائتها لك .. علها تنير قبرك حتى الجمعة التالية

بالطبع تدرك الآن أنك ميت .. ولكنك تسمعنا وتشعر بنا وبأحوالنا وبالتالى لا داعى لكى أتلو عليك أخبارنا .. ليلة وفاتك لم تكن تدرك أنك ستفارقنا ؟ مسكت يدى وقبضتها اليك بشدة وقلت أن أعى ما يجرى لأنك لا تعلم ماذا يحدث لك ... وعندما أردت التأكد من كلامك كنت قد ذهبت فى غفوة عميقة .. كانت آخر كلماتك الىّ .. لم يتسن لى توديعك .. يقولون أن روح الميت لا تخرج بسهولة فى حضرة الأهل والأحباب .. اذا كان الأمر كذلك فالحمد لله أنى لم أقم بتوديعك وحضور احتضارك

أفتقدك بشدة هذه الأيام .. توهمت بكلامهم أنى صرت رجلا مسؤلا عن بيت وأسرة وأعول زوجتى وولدى .. كلامهم خدعنى .. اكتشفت أنى بحاجة اليك أكثر وأقوى مما سبق بالرغم من اعتمادى الكلى على نفسى كما قمت بتربيتى وتعليمى الحياة منذ نعومة أظفارى .. رحمك الله يا والدى

--------------------------------

أفتقدت المدونة والمدونين .. تغيبت لظروف خارجة عن الارادة تماما .. سأحاول العودة مجددا .. تحياتى اليكم جميعا