أنت لا تنتمي


هل تشعر بغربة داخل الوطن ؟
هل تشعر بغربة داخل الشارع الذي تقطن به منذ نعومة أظافرك ؟
هل تشعر بغربة داخل مدينتك التي شهدت كل صباك وشبابك ورجولتك ؟
هل تشعر بغربة حتى داخل بيتك وبين أسرتك ؟

إذا كانت الاجابة بـ(نعم) على كل ما سبق فلا تقلق .. إنها فقط متلازمة (أنت لا تنتمي) التي ظهرت مؤخراً وببطء شديد ويعاني منها الكثيرون غيرك ولكنهم لا يدركون معناها فقط يشعرون بأعراضها

شعورك هذا طبيعي .. صدقني ليس مرضاً نفسياً يستحق عناء استشارة طبيب نفسي أو ابتلاع كمية لا بأس بها من أدوية مضادة للإكتئاب قبل النوم حتى لا تشنق نفسك في يوم من الأيام ولكن عليك الحذر فحتماً ستواجه من لا يفهم شعورك وقد يسخر منه بل قد يتطور الأمر إلى اتهامك بالإكتئاب الذي لا يليق بك

لو تطور الأمر كما سبق .. اذهب إلى تلة (المقطم) .. انظر لما تحتك من مآذن وقباب وأبراج ورقع يبدو أنها خضراء .. انظر كما لو كنت تعاين معاينة الجواهرجي لقطعة مقلدة غير أصلية .. ثم ألق بنفسك .. ستموت ؟ لا لن تموت .. سينبت لك جناحان وترتقي لأعلى .. نعم لن تسقط وستطير .. ألم نتفق منذ بداية التدوينة أنك لا تنتمي ؟؟ إذن فحقق الانتماء كاملاً من فضلك

الفاجومي وأشياء أخرى


حزنت كثيراً لوفاة الفاجومي الفجائي .. كنت أتوقع وفاته بشكل روتيني .. وعكة صحية ينقل على أثرها لمستشفى عام لا يصلح لعلاج الحيوانات وليس البشر .. تدخل حكومي للعلاج على نفقة الدولة مصحوب بتصفيق وتهليل وتكبير .. الانتقال للعلاج بمستشفى استثماري لا يشفي ولا يؤخر الآجال .. وفاة طبيعية بعد صراع مرير مع المرض .. جنازة شبه رسمية يحضرها لفيف من نجوم الفن والثقافة والمجتمع

السيناريو السابق رفضه الفاجومي تماماً وقرر أن يموت على طريقته .. في هدوء وسكينة كوجهه الطيب .. ورغم اختلافي معه في الآونة الأخيرة إلا أنني حزنت عندما علمت بوفاته نظراً لما شكله هذا الرجل في ذاكرة كل منا في فترة المراهقة تحديداً من أفكار ثورية ساخرة تصل بالعقل إلى درجة الجنون أحياناً والتمرد كثيراً

في نفس يوم وفاة الفاجومي توفى أيضاً الفريق رضا حافظ وزير الانتاج الحربي وبالطبع أحد قيادات المجلس العسكري .. شمت الكثيرون بدعوى أنه أحد أعضاء كتيبة الاعدام التي غمرت سيقان مصر في بحور الدم التي تفجرت منذ 30 يونيو حتى الآن .. إلا أنني وجدت أنه حدث طبيعي جداً ولا يستحق كل هذه الشماتة أو حتى اللمح والتعريض فله ما له وعليه ما عليه وحسابه عند ربه

يسألني البعض عن تصوري للفترة القادمة .. فأقول .. طبول الحرب تدق والكل يسمعها ولكن بيعمل نفسه مش من هنا


إليك يا ولدي في ذكرى ميلادك


اليوم ذكرى مولد ولدي الأول، يوسف، الذي أسميته على اسم جدي بحيث يقرأ اسمه كاملاً من اليمين كما يقرأ من اليسار تماماً .. لا شئ مهم في ذلك سوى اضفاء بعض المرح على اسمه وربما حياته المستقبلية التي لا يعلم تفاصيلها إلا الله عز وجل

بمناسبة هذه الذكرى، وبمناسبة العبث الذي يحيا فيه وطننا بفعل أبنائه، القادة منهم والنخبة وكذلك المواطنون العاديون، أهدي إلى ولدي رباعية من رباعيات العم جاهين ..

ولدي إليك بدل البالون ميت بالــــــون
انفخ وطرقع فيه علي كل لـــــــــــون
عساك تشوف بعينك مصيرالرجــــــال
المنفوخين في السترة و البنطلـــــون
عجبي !!!

هل اقترب السقوط ؟؟

عندما نقوم (بتأليه) قائد له ماله وعليه ما عليه .. ونرتعب من مجرد إشارة بكف اليد وننسج حولها الأساطير عن أصلها وفصلها ونحاكم من يقوم بتنفيذها .. فيجب أن نسأل أنفسنا

عندما نفشل في (لعبة) بنقوم بتأمين اللاعبين خوفاً على حياتهم .. بينما ننجح في لعبة ونتفوق فيها فنقوم بالقبض على اللاعب وترحيله .. عندما تقول علينا دولة من جمهوريات الموز : العدل أن نبتعد عن أرض يقتل شعبه بعضه

يجب أن نتوقف ونسأل أنفسنا .. هل اقترب السقوط ؟؟

حالة حنين


تصنع لنفسك كوبا من القهوة ... تحب أن تشربها فى كوب وليس فى فنجان مثل أبيك الذى تطبعت بكثير من طباعه .. العصبية وبالتبعية القولون العصبى .. عشق القهوة المرّة وبالحديث عن المرارة .. تعشق نادى الزمالك

تجلس الى مكتبك .. تعطى تركيزك الى حاسبك الآلى وتتصفح الانترنت .. بريدك الأليكترونى .. مواقع اخبار .. مدونات تعودت أن تقوم بزيارتها احتراما لأفكار أصحابها .. ثم الولوج الى عالم الدردشة الكتابية وتتحدث مع أصدقائك

تشرب القهوة وتدردش .. تضحك كثيرا على كلام صديقك وتضحك أكثر على صور وتعليقات صديقك الآخر على الفيس بوك ثم  تلبث أن تنحسر البهجة وتنقرض الدهشة ثم تقرر أن تترك كل هذا وتغادر غرفتك التى تشعر انها حضن كبير يتسع لك ولغيرك ولكن تستأثر به وحدك .

حالة انتشاء تغمرك بالكامل عندما تدخل على والدك وتراه يضحك على خبر بالصحيفة الحكومية عن تعيين ملايين الشباب بينما يخبرك ان تلك الأخبار قديمة قدم الاهرامات وانهم لا شك يعيدون كتابة نفس الأخبار التى تم نشرها منذ عشرات السنين 

تجلس وتشاهد التلفاز مع والدك الذى تشعر بالحنين الى مراجعة تفاصيل وجهه .. لا تجلس كثيرا معه بسبب الخلافات العابرة نتيجة اختلاف الاراء وتباين الحقب الزمنية التى عاش فيها كل منكما ولكن يبقى هو كما .. والدك .. حيث شيكولاتة كورونا ومكعبات السكر وحواديت الشاطر حسن وكل الاشياء الجميلة التى كان يتفنن فى ايجادها لك وانت صغير

البراءة

كانت البراءة طبع البشرية التي طبع الخالق البشر عليها مثلها مثل الفطرة تماماً .. ولما كان ابن آدم مصدر الفساد والشر كما قالت الملائكة (بناء على علمها الذي رزقها الله إياه) في قصة الخلق .. تحولت تلك البراءة إلى مكر وخداع وطبائع شيطانية وأصبحت لا ترى في هذه الأيام وفي بلدنا بالذات إلا في موضعين اثنين .. براءة الأطفال في تصرفاتهم العفوية .. وبراءة رموز نظام مبارك الفاسد والمفسد في أحكام القضاء الشامخ

أرض الفيروز


غداً تمر الذكرى الأربعون لحرب أكتوبر التي استردت فيها مصر كرامتها المفقودة وحقها المهدر في أرض الفيروز على أيدي بعض الخونة في عهد النكسة وما قبلها ... أرض الفيروز التي أهدرت مرة أخرى وأيضاً على أيدي بعض الخونة للأسف وكأن الخيانة ملتصقة بفئة معينة في هذه النقطة بالذات خلافاً لما يروجه الاعلام الفاشي والحكومات الفاشلة بأن أهلها وسكانها الأصليين هو من خانوها

تحية وتقدير لقادة وجنود الجيش المصري الذي عبر قناة السويس في زمن الحرب .. من ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الوطن وكرامته .. من افتدونا بأرواحهم ودمائهم الزكية التي روت أرض الفيروز

أيام السيسي


تدور هذه الأيام الدائرة حول الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والانتاج الحربي .. هناك حملة ظهرت لنا من العدم كحملة (تمرد) ونظيرتها (تجرد) تقوم بجمع توقيعات شعبية بهدف تكليف الفريق السيسي بإدارة شؤون البلاد لمدة أربع سنوات (بدون إنتخابات رئاسية) .. نعم بدون إنتخابات وكأن الحال في مصر سيكون .. كل واحد يعمل اللى عاوزه .. مفيش دستور .. مفيش قانون .. مفيش انتخابات

هذه الأيام تشبه إلى حد ما الفترة 1953 - 1954 بعد قيام (انقلاب يوليو) أو ما يعرف شعبياً بـ (ثورة يوليو) حيث انفرد الجيش بالسلطة مع وجود حكومة كارتونية + محاكمات الثورة والفترة أفرزت لنا في النهاية الإطاحة بمحمد نجيب وتولي ناصر الرئاسة بإتفاق مجلس قيادة الثورة وبعض المباركات من هنا وهناك وخاصة المباركة الشعبية بالطبع بسبب الحب الطاغي من الشعب لناصر ورفاقه .. وظللنا في حكم عسكري منذ هذا الوقت حتى يوليو 2012

التاريخ لا يعيد نفسه .. ولكنه يتشابه .. حسب برنارد شو الأديب المعروف .. فهل تتشابه الأيام والفترات مرة أخري ؟؟ إذا كانت الاجابة بنعم فليس عندى طاقة لمعاصرة تلك الحقبة الزمنية الرديئة من تاريخ مصر مرة أخرى

رسو القوارب


ترسو القوارب على الشطآن التي تألفها .. ومهما كانت المغريات بالأمان والاطمئنان فلا يمكن أن يرسو قارب إلا على شاطئ يألفه ويحنو إليه

مهما طال الزمان، فلا بد أن يعود القارب إلى مرساه الذي خرج منه أول مرة ليتعانقا ثانياً بعد أن فعلا أولاً عند الخروج

اطمأنوا .. فالعود أكيد .. والراحة آتية لا محالة


المغفلون في الأرض

زمان كنا بنسمع المقولة الشهيرة : القانون لا يحمي المغفلين، وكانت الكلمة دي بتتقال دايماً في الأفلام العربي القديمة أو القعدات بتاعة زمان تعليقاً على واقعة نصب أو احتيال أوشيئ من هذا القبيل.

للأسف فعلاً .. القانون لا يحمي المغفلين .. والمغفل هو الشخص المضحوك عليه من شخص آخر أو جماعة أو جهة أخرى .. والشعب المصري (المتدين زمان بطبعه) بأة (مغفل بطبعه) اليومين دول بعد ما سلم ودانه الاتنين وبكل أريحية للميكروفونات الرديئة الصوت والسيئة السمعة والمصيبة انه مصدقهم وأمثلة الميكروفونات دي كتير جداً لدرجة يصعب معها الإحصاء والعد.

بالنسبة للميكروفونات دي والمشهورة بتلونها حسب المواقف، يا ترى بينطبق عليهم برضه مقولة (مغفل بطبعه) بحكم انه مضحوك عليه من جهة أعلى منه ؟؟ إيه رأيكم طال عمركم ؟؟

ملحوظة : هذه التدوينة مجرد خاطرة ولا تمت للواقع بصلة وإن كان هناك أي تشابه .. فالقانون لا يحمي المغفلين

ملحوظة كمان : شكراً جداً جداً للمهندس معتز (لورنس العرب) على سؤاله الدائم عليا .. الله يكرمك يا صديقي

الجُمعة الحزينة


بالأمس عشنا يوماً حزيناً شاهدنا فيه كم الغل والحقد والعنف الذي تخبئه بعض الصدور سواء من المؤيدين أو المعارضين، تعددت المشاهد وتواترت الروايات من شهود العيان عما حدث، حوصر مسجد الفتح بميدان رمسيس أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة، هوجمت الطرق وأقسام الشرطة وروع الأهالي بمختلف الأساليب.

المسيرات تقول أنها سلمية بينما رأينا وسطها من يطلق الرصاص على المنطقة التي تسير بها المسيرة، الأهالي ليسوا أبرياء مائة بالمائة فهناك مسيرة خرجت إلى منطقة روض الفرج (حدثني شاهد عيان ثقة عن هذه الأحداث) وتعرض الأهالي للمسيرة بالسب والقذف ثم التطاول بالسلاح وكل ذلك أمام قوات الشرطة والجيش المكلفة بحماية قسم روض الفرج وتفرقت المسيرة هرباً إلى أن قام بعض الأهالي بتهريبهم إلى خارج المنطقة.

هناك بعض الشخصيات العامة والغير منتمية لأي فصيل سياسي أعلنت نزولها في مسيرات مثل الفنان حمزة نمرة والشاعر عبدالرحمن يوسف وغيرهم على أساس أن ما يحدث من عنف ومن مواجهات ليس في مصلحة أحد إطلاقاً بل يساعد في تفكك الدولة أكثر وأكثر لا سيما وأن هناك علامات ودلالات كثيرة على إنتقام الشرطة والجيش من كل ماهو إسلامي بغض النظر عن الانتماء السياسي ويدعم ذلك إختفاء الأحزاب الإسلامية من المشهد تماماً وخاصة حزب النور الداعم لعزل محمد مرسي.

إذا كان الإسلاميون الذين خرجوا بالأمس يدعمون الإسلام - على حد قولهم - ويحاربون عسكرة الدولة التي إن تمت هذه المرة فسنتحول إلى دولة قمعية بوليسية من الطراز الأول وفي عهد أسوأ من أكثر أيام وسنوات نظام مبارك البوليسي بكثير، فلماذا حملتم السلاح ؟ وإذا كان من حمل السلاح كما يزعم بعضكم مندس على المسيرات فلماذا سمحتم بوجود المندسين بينكم ؟؟؟

ويا أيتها الحكومة، إذا كنتم قد حصلتم على معلومات تفيد باحتمال حدوث أعمال عنف منذ يوم الخميس وقمتم بالفعل بغلق بعض الميادين والمناطق الحيوية كميدان التحرير والمهندسين، لماذا لم تستخدموا سلطة قانون الطوارئ وحظر التجوال ليشمل اليوم كله حقنا للدماء وتأكيداً على أن من نزل فإنه ينتوي القيام باعمال العنف والتخريب ووقتها لن يلومكم أحد على أي إجراء تتخذونه ؟؟؟؟

السيد باراك أوباما سكت دهراً ونطق كفراً وتكفلت القنوات الفضائية - إياها - وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي بالرد عليه بينما ملك السعودية سكت دهراً ونطق خيراً هذه المرة وإن كان هناك بعض الريبة من موقف السعودية هذه المرة ومعها باقي الدول العربية التي أصبحت فجأة صديقة لنا منذ أيام مبارك.

أصدقائي .. فكروا جيداً قبل التحدث ونشر الأخبار والآراء الشخصية فقد تقتل أو تساهم في قتل برئ

خانة اليك

من مميزات (ثورة 30 يونيو ) أو (إنقلاب 30 يونيو) .. عودة قانون الطوارئ .. التهرب من المسؤولية عما حدث أثناء فض الاعتصامات .. اختفاء الشرطة مجدداً بعد إحتراق الأقسام (الغير قادرة على حماية نفسها أصلاً) .. عودة اللجان الشعبية ووجود المواطنين في الشوارع طوال الليل بما تيسر من أسحلة بيضاء وأسلحة نارية .. ظهور بعض الضمائر العفنة الفرحة بالدم مهما كانت شخصية أو إنتماء صاحب هذا الدم

وإلحاقاً للمميزات .. عودة أسلوب نظام مبارك في تعيين (المحافظين) وكذلك (الوزراء) .. تشكيل لجنة من 50 عضو لتعديل الدستور (لا نعلمهم ولا يعلموننا ولا ندري على أي أساس تم اختيارهم) ومن المنتظر (سلق) الدستور المعدل في أقل وقت ممكن .. عودة أسلوب التخوين مرة أخرى بعد تقدم كل طرف بأدلة مضادة لأدلة الطرف الآخر ..

واستكمالاً للمميزات الرهيبة .. حتى الآن لا يوجد أي جدول زمني لخريطة الطريق (المزعومة) سواء بتحديد موعد للإنتهاء من الدستور (المسلوق أو المعدل) ولا انتخابات البرلمان ولا حتى انتخابات الرئاسة .. أستك منه فيه .. أضف على ذلك في حالة إجراء انتخابات رئاسية ستختار من ؟؟ بعد كل ما مر من أحداث هل تثق بأحد الوجوه الموجودة على الساحة ؟؟؟؟ هل ستختار أحد العسكر في حال ترشحه مثل سامي عنان / السيسي / موافي أو حتى شفيق ؟؟؟؟؟؟؟


أعزائي .. لقد وضعنا أنفسنا بأنفسنا في خانة اليك .. البس يا شعب

عيد سعيد


كل عام وأنتم بخير وعيد سعيد علينا وعليكم  وإليكم العادة الفاطمية من كعك وخلافه ولا تنسونا في العيدية




هذه بلاد لم تعد كبلادي

أشتقت يوما أن تعود بلادي
غابت وغبنا و انتهت ببعاد
في كل نجم ضل .. حلم ضائع
وسحابة لبست ثياب حداد
وعلى المدى أسراب طير راحل
نسي الغناء ....فصار سرب جراد
هذه بلاد تاجرت في أرضها
وتفرقت شيعا بكل مزاد

من قصيدة (هذه بلاد لم تعد كبلادي) للشاعر فاروق جويدة

زمن الفتن وما أطوله !

بمناسبة معاصرتنا هذه الأيام لفتن متتالية .. وبمناسبة الدعوة الشرسة لإيقاد نار فتنة جديدة يعلم الله ما سيكون مداها وتأثيرها يوم الأحد القادم 30 يونيو .. تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم : “ إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم , و خفت أماناتهم و كانوا هكذا : و شبك بين أصابعه , قال ( الراوي ) : فقمت إليه فقلت له : كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك ? قال : الزم بيتك , و املك عليك لسانك , و خذ ما تعرف , و دع ما تنكر , و عليك بأمر خاصة نفسك , و دع عنك أمر العامة “ .

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
اللهم احفظنا في أهلنا وذرياتنا حتى نلقاك

الحلقة

ضاقت ولما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت أظنها لا تفرج

الصابر


تقف وحيداً وسط الصحراء التي من حولك .. ليست صحراء رمال وإنما صحراء حياتك المقفرة الموحشة .. الكل ينتظر منك الصبر وكذلك تقديم الدعم للجميع بينما لا يوجد من أو ما يدعمك .. أليس ذلك بظلم فادح ؟

تختزن الذكريات كما الماء .. تصبر على ما يحدث وكأنه لا يحدث وإنما تأخذه بعين الاعتبار لتحديد إتجاهاتك وأولوياتك القادمة بينما في الأصل أنت مجمد الفكر والمشاعر لأنك ببساطة مطلوب منك عدم التحرك إلا في قالب حدده لك الآخرون

عزيزي الجمل .. سواء ساكن الصحراء أو ساكن الشقق والعمارات .. المجد لك

لم أعد أستطيع

لم أعد أستطيع تحمل المزيد ... هناك أياد ثقيلة على عاتقي وعلى صدري تجعلني ضيق اﻷفق .. قليل الصبر نادره .. أغضب ﻷتفه اﻷسباب .. وأصبر على أعاظمها

ﻻ أدري لماذا صرت هكذا .. أهي الحياة أم غير ذلك ؟؟؟؟

رحماك ربي

الكهف

نعيش الآن داخل الكهف الذي - وياللعجب - اخترنا دخوله بمطلق إرادتنا .. نعيش داخل الكهف ولا نكلف أنفسنا عناء البحث عن فجوة الخروج .. ومن يحاول تلقفته الأيادي للداخل مجدداً وكأن البحث عن حل من الكبائر

لماذا نلعن الظلام ولا نكلف أنفسنا مشقة إيقاد الشمعة إياها ؟؟

صباح الرجل الطيب

هذا الرجل الطيب الذي لا أعرف اسمه ولا وظيفته ولا دوره في هذه الحياة .. ولكني أعرف جيداً ذلك المكان الثابت الذي يظل قابعاً فيه كل صباح بانتظار شئ ما .. ربما الحافلة التي تقله إلى عمله .. أو بانتظار شئ آخر لا أعرفه أيضاً

هذا الرجل ملامحه تحمل قدراً هائلاً من الطيبة وصفاء النفس لم أدركه منذ زمن بعيد .. على الأقل في ملامح شخصيات بنفس عمر هذا الرجل .. فهو على الأرجح بين الثلاثين والأربعين .. يرتدي ملابس بسيطة جداً ونظارة طبية ذات طراز قديم نسبياً يعود إلى فنرة التسعينيات من القرن الفائت .. ولكن هيئته العامة توحي بصفاء نفس ومصالحة غير عادية مع الحياة

كل يوم صباحاً أمر به مستقلاً الحافلة التي تنقلني إلى عملي في أقصى شرق القاهرة .. أمر به بأحد الميادين الشهيرة جالساً إلى سور أحد البنايات القديمة العتيقة التي لا تزال صامدة بالميدان الكبير .. أراه وكأنه مبتسماً ولكنه غير كذلك .. ولكن مجرد وجوده يطمأنني .. وإذا مررت ولم أجده أشعر بالقلق وتتوارد الأسئلة إلى ذهني .. لماذا لم أره ؟ هل هو مريض ؟ أم لعله قد رحل؟ وأسئلة أخرى من نفس القبيل تستمر في رأسي لدقائق أختمها بتقريري بأنه قد ذهب إلى ما ينتظر من أجله ليس أكثر وسيكون متواجداً بالغد

هذا الرجل الذي لا أعرفه والذي أراه كل صباح لا أعرف لماذا دوماً أحرص على رؤيته والتأكد من أنه مازال طيباً

بصيص أمل ؟ يمكن !

الواحد ساعات لما بتضيق أوي الدنيا في عينيه .. وبتضيق عليه .. بيبقى عنده بصيص أمل إن الأمور تتظبط ﻷن ربنا موجود وهو المدبر في كل الأحوال ... ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج

الوقت ده بيكون بصيص الأمل واضح ومتشاف لكن البنى آدم عجول متعجل بطبعه ودايماً الطبيعة البشرية بتتغلب على المعقول والمفروض وبالتالي بصيص الأمل بدل ما يبقى طاقة نور تنور المكان والزمان بتتحول في لحظة لعتمة أزلية وكأنها منذ الانفجار الكوني الشهير

السؤال بأة .. ليه دايماً بيحصل كدة ؟؟

عن الفقد والافتقاد أتحدث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواني وأخواتي الأعزاء .. افتقدتكم بشدة خلال الفترة الماضية التي توفقت فيها عن التدوين وكذلك متابعة المدونات العزيزة على قلبي وعقلي وذلك لظروف خاصة متتالية صعبت عليّ الأمر كثيراً، وأعتز بكم كثيراً خاصة من قام بالسؤال عني أثناء تلك الفترة وأخص بالذكر أخي الحبيب لورنس العرب الذي دام سؤاله حتى أول أمس.

اليوم أتحدث عن الفقد والافتقاد وكلاهما منبعه واحد وهو عدم امتلاك شئ ما بعد أن كان ملء اليدين، فالفقد أكثر حدة من الافتقاد ذلك أن فقد الشئ معناه عدم وجوده مطلقاً بعد اﻵن كفقد المتاع أو غيره .. بينما الافتقاد هو عدم امتلاك الشئ بالرغم من احتمال وجوده ومثال ذلك افتقادي لكم طوال الفترة الماضية.

في مثل هذا اليوم ومنذ سنتين بالضبط، فقدت والدي العزيز رحمه الله ورزقه الفردوس الأعلى، نعم اﻷب والصديق، وأفتقده اﻵن وبشدة عن ذي قبل ذلك أنه مازال يأتيني في منامي بشكل شبه متواصل يذكرني بأشياء أو يعيد تكرار مواقف ما حدثت بيني وبينه في حياته وكلها مواقف وسط لا غضب فيها ولا لين وكأنه حي يرزق.

في مثل هذه الشهور ومنذ سنتين أيضاً، فقدت مصر نظام مستبد ثم أرغمها شعبها على تكوين آخر مستبد .. المجد لشهداء يناير ولا عزاء للباحثين عن الحقيقة