أنت لا تنتمي


هل تشعر بغربة داخل الوطن ؟
هل تشعر بغربة داخل الشارع الذي تقطن به منذ نعومة أظافرك ؟
هل تشعر بغربة داخل مدينتك التي شهدت كل صباك وشبابك ورجولتك ؟
هل تشعر بغربة حتى داخل بيتك وبين أسرتك ؟

إذا كانت الاجابة بـ(نعم) على كل ما سبق فلا تقلق .. إنها فقط متلازمة (أنت لا تنتمي) التي ظهرت مؤخراً وببطء شديد ويعاني منها الكثيرون غيرك ولكنهم لا يدركون معناها فقط يشعرون بأعراضها

شعورك هذا طبيعي .. صدقني ليس مرضاً نفسياً يستحق عناء استشارة طبيب نفسي أو ابتلاع كمية لا بأس بها من أدوية مضادة للإكتئاب قبل النوم حتى لا تشنق نفسك في يوم من الأيام ولكن عليك الحذر فحتماً ستواجه من لا يفهم شعورك وقد يسخر منه بل قد يتطور الأمر إلى اتهامك بالإكتئاب الذي لا يليق بك

لو تطور الأمر كما سبق .. اذهب إلى تلة (المقطم) .. انظر لما تحتك من مآذن وقباب وأبراج ورقع يبدو أنها خضراء .. انظر كما لو كنت تعاين معاينة الجواهرجي لقطعة مقلدة غير أصلية .. ثم ألق بنفسك .. ستموت ؟ لا لن تموت .. سينبت لك جناحان وترتقي لأعلى .. نعم لن تسقط وستطير .. ألم نتفق منذ بداية التدوينة أنك لا تنتمي ؟؟ إذن فحقق الانتماء كاملاً من فضلك

الفاجومي وأشياء أخرى


حزنت كثيراً لوفاة الفاجومي الفجائي .. كنت أتوقع وفاته بشكل روتيني .. وعكة صحية ينقل على أثرها لمستشفى عام لا يصلح لعلاج الحيوانات وليس البشر .. تدخل حكومي للعلاج على نفقة الدولة مصحوب بتصفيق وتهليل وتكبير .. الانتقال للعلاج بمستشفى استثماري لا يشفي ولا يؤخر الآجال .. وفاة طبيعية بعد صراع مرير مع المرض .. جنازة شبه رسمية يحضرها لفيف من نجوم الفن والثقافة والمجتمع

السيناريو السابق رفضه الفاجومي تماماً وقرر أن يموت على طريقته .. في هدوء وسكينة كوجهه الطيب .. ورغم اختلافي معه في الآونة الأخيرة إلا أنني حزنت عندما علمت بوفاته نظراً لما شكله هذا الرجل في ذاكرة كل منا في فترة المراهقة تحديداً من أفكار ثورية ساخرة تصل بالعقل إلى درجة الجنون أحياناً والتمرد كثيراً

في نفس يوم وفاة الفاجومي توفى أيضاً الفريق رضا حافظ وزير الانتاج الحربي وبالطبع أحد قيادات المجلس العسكري .. شمت الكثيرون بدعوى أنه أحد أعضاء كتيبة الاعدام التي غمرت سيقان مصر في بحور الدم التي تفجرت منذ 30 يونيو حتى الآن .. إلا أنني وجدت أنه حدث طبيعي جداً ولا يستحق كل هذه الشماتة أو حتى اللمح والتعريض فله ما له وعليه ما عليه وحسابه عند ربه

يسألني البعض عن تصوري للفترة القادمة .. فأقول .. طبول الحرب تدق والكل يسمعها ولكن بيعمل نفسه مش من هنا