عودة الراجل اللى ورا عمر سليمان

صورة انتشرت بكثافة من يومين على الفيسبوك ... مش بقولكم النظام لم يسقط :))))) والدليل اهو

فلنذهب إلى الجحيم

هذا العنوان المستفز هو نتاج طبيعى جدا لما أمر به يوميا من مشكلات تتعلق بالعمل وكيفية الذهاب الى العمل من المنزل والعكس، ولا أعتقد أنى وحدى من يمر بهذه المشكلات الأشبه بالحلقة الحديدية المنغلقة تماما - دون لحامات ظاهرة يمكن فكها - على ما داخلها من بشر وأماكن معتصرين بالكامل داخل بعضهم البعض.

لا أدرى ماذا يريد أصحاب إعتصام هيئة النقل العام بالقاهرة .. منذ فترة ليست بالطويلة خرجوا علينا ببدعة الإعتصام حتى تتحقق مطالبهم المشروعة من وجهة نظرهم ونظرنا فى ذلك الوقت وهى زيادة المرتبات بما يتماشى مع المجهود المبذول والواضح للعيان من سائقين ومحصلين وبالفعل تمت الاستجابة، واليوم - اليوم الخامس على التوالى فى الإعتصام أو الإضراب الجديد - القاهرة مصابة تماما بالشلل فى المرور والمواصلات فيما يشبه الأزمة الطاحنة بحجة أن موظفى هيئة النقل العام - بعد حصولهم على ما يريدون من الاعتصام الأول - يريدون انتقال تبعية الهيئة من محافظة القاهرة الى وزارة النقل !! هكذا بدون أية مبررات سوى زيادة مكافأة نهاية الخدمة .. يا سلام. ولو تحققت مطالبهم سياتون بعد فترة قصيرة باعتصام جديد ومطالب جديدة قد يكون أقلها تغيير وزير النقل مثلا ! .. .فوضى وغباء وعدم مسئولية

اعتصام هيئة النقل العام تسبب فى اختناق مرورى لم تشهد القاهرة مثله منذ فترة طويلة جدا ويكاد يكون الأول من نوعه .. تسبب أيضا فى هيمنة كاملة لأباطرة الميكروباص على خطوط النقل فمن معاملة غير آدمية للمواطنين الى زيادة تعريفة الركوب الى تقسيم المسافة الواحدة الى عدة مسافات لربح مزيد من أجرة الركوب .. الخ كل ذلك تحت سمع وبصر رجال المرور ولكن لا أحد يحرك ساكنا كالعادة

لن أتحدث عن أزمة البنزين والسولار لأن السيناريو متشابه الى حد بعيد مع أزمة انابيب البوتاجاز، المسئولين عن الحكم فى بلادنا يبدو أنهم متسببون فى ذلك منتهجين نفس الأسلوب القذر فى إلهاء الشعب بمشاكل الحياة اليومية حتى يمكن التفرغ فى تدبير شئون الدولة - بما يتناسب مع أهوائهم ومصالحهم- من وراء الكواليس ولكم فى انتخابات الرئاسة واجتماعات مجلس الشعب الهزلية عبرة وعظة

لقد يئست بالفعل ... لا أرى وطنى كما كنت أراه منذ عام تقريبا أو أكثر .. لقد نجحوا فى زرع اليأس فينا .. لقد نجحوا فى إعادتنا الى عادتنا القديمة .. ولنذهب الى الجحيم وليبقوا هم على مقاعدهم السلطوية

حينما يصدق الشعراء

لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ