الكهف

نعيش الآن داخل الكهف الذي - وياللعجب - اخترنا دخوله بمطلق إرادتنا .. نعيش داخل الكهف ولا نكلف أنفسنا عناء البحث عن فجوة الخروج .. ومن يحاول تلقفته الأيادي للداخل مجدداً وكأن البحث عن حل من الكبائر

لماذا نلعن الظلام ولا نكلف أنفسنا مشقة إيقاد الشمعة إياها ؟؟

صباح الرجل الطيب

هذا الرجل الطيب الذي لا أعرف اسمه ولا وظيفته ولا دوره في هذه الحياة .. ولكني أعرف جيداً ذلك المكان الثابت الذي يظل قابعاً فيه كل صباح بانتظار شئ ما .. ربما الحافلة التي تقله إلى عمله .. أو بانتظار شئ آخر لا أعرفه أيضاً

هذا الرجل ملامحه تحمل قدراً هائلاً من الطيبة وصفاء النفس لم أدركه منذ زمن بعيد .. على الأقل في ملامح شخصيات بنفس عمر هذا الرجل .. فهو على الأرجح بين الثلاثين والأربعين .. يرتدي ملابس بسيطة جداً ونظارة طبية ذات طراز قديم نسبياً يعود إلى فنرة التسعينيات من القرن الفائت .. ولكن هيئته العامة توحي بصفاء نفس ومصالحة غير عادية مع الحياة

كل يوم صباحاً أمر به مستقلاً الحافلة التي تنقلني إلى عملي في أقصى شرق القاهرة .. أمر به بأحد الميادين الشهيرة جالساً إلى سور أحد البنايات القديمة العتيقة التي لا تزال صامدة بالميدان الكبير .. أراه وكأنه مبتسماً ولكنه غير كذلك .. ولكن مجرد وجوده يطمأنني .. وإذا مررت ولم أجده أشعر بالقلق وتتوارد الأسئلة إلى ذهني .. لماذا لم أره ؟ هل هو مريض ؟ أم لعله قد رحل؟ وأسئلة أخرى من نفس القبيل تستمر في رأسي لدقائق أختمها بتقريري بأنه قد ذهب إلى ما ينتظر من أجله ليس أكثر وسيكون متواجداً بالغد

هذا الرجل الذي لا أعرفه والذي أراه كل صباح لا أعرف لماذا دوماً أحرص على رؤيته والتأكد من أنه مازال طيباً

بصيص أمل ؟ يمكن !

الواحد ساعات لما بتضيق أوي الدنيا في عينيه .. وبتضيق عليه .. بيبقى عنده بصيص أمل إن الأمور تتظبط ﻷن ربنا موجود وهو المدبر في كل الأحوال ... ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج

الوقت ده بيكون بصيص الأمل واضح ومتشاف لكن البنى آدم عجول متعجل بطبعه ودايماً الطبيعة البشرية بتتغلب على المعقول والمفروض وبالتالي بصيص الأمل بدل ما يبقى طاقة نور تنور المكان والزمان بتتحول في لحظة لعتمة أزلية وكأنها منذ الانفجار الكوني الشهير

السؤال بأة .. ليه دايماً بيحصل كدة ؟؟