صباح الرجل الطيب

هذا الرجل الطيب الذي لا أعرف اسمه ولا وظيفته ولا دوره في هذه الحياة .. ولكني أعرف جيداً ذلك المكان الثابت الذي يظل قابعاً فيه كل صباح بانتظار شئ ما .. ربما الحافلة التي تقله إلى عمله .. أو بانتظار شئ آخر لا أعرفه أيضاً

هذا الرجل ملامحه تحمل قدراً هائلاً من الطيبة وصفاء النفس لم أدركه منذ زمن بعيد .. على الأقل في ملامح شخصيات بنفس عمر هذا الرجل .. فهو على الأرجح بين الثلاثين والأربعين .. يرتدي ملابس بسيطة جداً ونظارة طبية ذات طراز قديم نسبياً يعود إلى فنرة التسعينيات من القرن الفائت .. ولكن هيئته العامة توحي بصفاء نفس ومصالحة غير عادية مع الحياة

كل يوم صباحاً أمر به مستقلاً الحافلة التي تنقلني إلى عملي في أقصى شرق القاهرة .. أمر به بأحد الميادين الشهيرة جالساً إلى سور أحد البنايات القديمة العتيقة التي لا تزال صامدة بالميدان الكبير .. أراه وكأنه مبتسماً ولكنه غير كذلك .. ولكن مجرد وجوده يطمأنني .. وإذا مررت ولم أجده أشعر بالقلق وتتوارد الأسئلة إلى ذهني .. لماذا لم أره ؟ هل هو مريض ؟ أم لعله قد رحل؟ وأسئلة أخرى من نفس القبيل تستمر في رأسي لدقائق أختمها بتقريري بأنه قد ذهب إلى ما ينتظر من أجله ليس أكثر وسيكون متواجداً بالغد

هذا الرجل الذي لا أعرفه والذي أراه كل صباح لا أعرف لماذا دوماً أحرص على رؤيته والتأكد من أنه مازال طيباً

4 comments:

الازهرى said...

علامات على طريقنا
تعطينا الكثير من المعانى فى حياتنا

تحياتى دوما

شمس النهار said...

في ناس كده نقابلهم كل يوم تحس انهم بيأثروا فيك من غير ماتتكلموا مع بعض
كان زمان في بائع ليمون عجووووووز جدا
دايما قاعد في مكانه بيبيع الليمون ومابيرضاش ياخد احسان من حد
عايز تديه فلوس اشتري ليمون
ماعنكش فكره الرجل ده مأثر فيه قد ايه لحد النهاره
مثال للي الانسان الصادق
عايز يحس ان بيشتغله ومابيشحتش

Foxology said...

الازهري

هي علامات فعلاً ومرشدة

شكراً لمرورك وتعليقك

Foxology said...

شمس النهار

ومش عارف ليه الناس العواجيز أكثر تأثيراً .. يمكن السن الكبير بيحول للطيبة ؟

شكراً لمرورك وتعليقك