الوطن يريد إسقاط الشعب



سيدى المواطن ... العنوان الذى قرأته للأسف صحيح .. الوطن يريد إسقاط الشعب .. هو ليس بشعار يتردد فى جنبات
الوطن ولكنه فعل وإيحاء غير مباشر من أولئك الذين لا يعجبهم العجب ولا حتى الصيام فى شهر رجب

أقول هذه المقدمة تعقيبا على الحملة الشرسة التى أطلقت بغباء ليس له مثيل ضد الشيخ محمد حسان الذى ارتكب جرما وذنبا عظيما لأنه قد أعلن عن فكرة قد تساهم فى حل مشكلة المعونة الأمريكية التى تقوم أمريكا دائما - بمعايرتنا وإذلالنا بها - أقول هذا وأنا على يقين تام أن من يهاجمون هذه الفكرة هم نفس الأشخاص والعقول المتعفنة التى تهاجم أمريكا ومعونتها المذلة لنا ... انه شعب مزودج مرتع كبير لكل الأمراض النفسية المستعصية كما قال الدكتور احمد عكاشة عميد الطب النفسى فى مصر منذ ما يقرب من عام كامل من الآن

لماذا دائما نهاجم الأشخاص الذين يطلقون أفكارا ومبادرات من وجهة نظرهم الشخصية قد تكون الحل للخروج من أزمة ما مستندين دائما الى تحفظنا على الشخصية وليس على الفكرة نفسها ؟؟؟ لماذا دائما نطبق المثل الأعوج ( يا نحلة لا تقرصينى ولا عايز من عسلك ) ؟؟ لماذا دائما نفسر ونبرر بمنطق سياسة المؤامرة ؟؟؟؟ لماذا نقول أن الحملة هدفها جمع تبرعات من أجل أن يتمتع بها الكبار والفاسدين من داخل وخارج الجيش ؟؟؟؟؟؟؟؟

من أكثر ما أثار غضبى من هذه الحملة هو تصدر صورة للشيخ حسان وهو داخل أحد السيارات تبدو (أقول تبدو لأن الصورة ليست كاملة) حديثة الطراز ولن أقول فارهة ... الحملة تسخر وتقول أين أنتم من التبرعات ... سبحان الله ! هل نسأل العبد عن نيته مع الله ؟؟؟؟؟ هل وصل بنا الحال الى هذا الإسفاف ؟؟؟ هو أطلق مبادرة وأنت حر فى تصرفك .. اعمل بها وادعمها أو اصمت واترك الباقى لشأنهم ولا تقوم بالتفتيش فى ضمائرهم فأنت لن تعرف نية الفرد منهم ( شيوخا أو غيرهم) اذا كان ينتوى المشاركة فى المبادرة وبكم سيتبرع وهو ليس بملزم أن يعلن لك أيها المواطن المحترم عن نيته تلك

أقول كل ذلك ليس دفاعا عن شخص الشيخ حسان .. وانما أقوله دفاعا عن الفكرة والمنطق الذى يجب استخدامه فى التعامل مع الأفكار أيا كانت شخصية من أطلقها .... الحكومة المصرية برئاسة الدكتور كمال الجنزورى أيدت الفكرة وأعلنت أنها تلقت فى يومين ما يقرب من 60 مليون جنيه مصرى مساهمات من كبار رجال الأعمال ... شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أعلن الدعم الكامل للمبادرة من الأزهر ورجاله ... اذن الأمر ايجابى فلماذا نجعله سلبى ؟؟؟

فعلا .. نحن لم نقم لابثورة ولا دياولو ... الوطن يحتاج إلى شعب جديد ... شعب ذو عقل نظيف يفكر بإيجابية .. الوطن يريد إسقاط الشعب

اكــتــئــاب

أعيش حالة مزمنة من الاكتئاب المصاحب لما نمر به كلنا دون استثناء من أهوال سياسية واقتصادية يشيب لها الولدان

مكتئب مما حدث فى الأربعاء الأسود بمدينة بورسعيد القاتلة - الباسلة سابقا - ومما حدث لنا يومها من ذهول

مكتئب مما حدث بعد أحداث الأربعاء الدامى ومازال يحدث على شاشات الفضائيات الرياضية التى لا دين لها ولا ضمير ، من أول رؤسائها حتى معدى ومقدمى البرامج هواة النفخ ف النار والنفاق ومسح الجوخ وحسبنا الله ونعم الوكيل

مكتئب مما حدث أمام وزارة الداخلية ، وأمام مديريات الأمن فى سبع محافظات مختلفة فى وقت واحد ومن محاولات اقتحام السجون والأقسام وهروب بعض المساجين

مكتئب من أولئك الذين لا خلاق ولا خلق ولا ضمير لهم ممن يشترون الضمائر المتعفنة نتيجة الفقر والجهل لمدة 60 عام متواصلة، يشترون تلك الضمائر لحرق وتخريب الدولة أو على الأصح ما تبقى منها

مكتئب من العسكر الذين يتفانوا فى كسب المزيد من الكراهية لهم ومن الجميع، من ذكائهم الفج الذى يحفرون به حفرة عميقة جدا لم يدركوا أنهم لن يستطيعوا الخروج منها كما أشار بذلك العالم الشاب المفضل لدى .. الدكتور المعتز بالله عبدالفتاح

مكتئب من انقسامنا المستمر على أنفسنا وكأننا منذ عام واحد فقط شعبا آخر من كوكب مختلف ودولة أخرى غير الدولة

مكتئب من هؤلاء الذين فرحوا بمقاعد مجلس الشعب ويتبارون فى إضحاكنا وبكائنا فى نفس الوقت عندما نتابع جلساتهم على الهواء أو حتى مسجلة بعد المونتاج اللازم

مكتئب من هذا الوطن الذى سكت وعندما تكلم نطق كفرا ... مكتئب حتى إشعار آخر