الجُمعة الحزينة


بالأمس عشنا يوماً حزيناً شاهدنا فيه كم الغل والحقد والعنف الذي تخبئه بعض الصدور سواء من المؤيدين أو المعارضين، تعددت المشاهد وتواترت الروايات من شهود العيان عما حدث، حوصر مسجد الفتح بميدان رمسيس أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة، هوجمت الطرق وأقسام الشرطة وروع الأهالي بمختلف الأساليب.

المسيرات تقول أنها سلمية بينما رأينا وسطها من يطلق الرصاص على المنطقة التي تسير بها المسيرة، الأهالي ليسوا أبرياء مائة بالمائة فهناك مسيرة خرجت إلى منطقة روض الفرج (حدثني شاهد عيان ثقة عن هذه الأحداث) وتعرض الأهالي للمسيرة بالسب والقذف ثم التطاول بالسلاح وكل ذلك أمام قوات الشرطة والجيش المكلفة بحماية قسم روض الفرج وتفرقت المسيرة هرباً إلى أن قام بعض الأهالي بتهريبهم إلى خارج المنطقة.

هناك بعض الشخصيات العامة والغير منتمية لأي فصيل سياسي أعلنت نزولها في مسيرات مثل الفنان حمزة نمرة والشاعر عبدالرحمن يوسف وغيرهم على أساس أن ما يحدث من عنف ومن مواجهات ليس في مصلحة أحد إطلاقاً بل يساعد في تفكك الدولة أكثر وأكثر لا سيما وأن هناك علامات ودلالات كثيرة على إنتقام الشرطة والجيش من كل ماهو إسلامي بغض النظر عن الانتماء السياسي ويدعم ذلك إختفاء الأحزاب الإسلامية من المشهد تماماً وخاصة حزب النور الداعم لعزل محمد مرسي.

إذا كان الإسلاميون الذين خرجوا بالأمس يدعمون الإسلام - على حد قولهم - ويحاربون عسكرة الدولة التي إن تمت هذه المرة فسنتحول إلى دولة قمعية بوليسية من الطراز الأول وفي عهد أسوأ من أكثر أيام وسنوات نظام مبارك البوليسي بكثير، فلماذا حملتم السلاح ؟ وإذا كان من حمل السلاح كما يزعم بعضكم مندس على المسيرات فلماذا سمحتم بوجود المندسين بينكم ؟؟؟

ويا أيتها الحكومة، إذا كنتم قد حصلتم على معلومات تفيد باحتمال حدوث أعمال عنف منذ يوم الخميس وقمتم بالفعل بغلق بعض الميادين والمناطق الحيوية كميدان التحرير والمهندسين، لماذا لم تستخدموا سلطة قانون الطوارئ وحظر التجوال ليشمل اليوم كله حقنا للدماء وتأكيداً على أن من نزل فإنه ينتوي القيام باعمال العنف والتخريب ووقتها لن يلومكم أحد على أي إجراء تتخذونه ؟؟؟؟

السيد باراك أوباما سكت دهراً ونطق كفراً وتكفلت القنوات الفضائية - إياها - وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي بالرد عليه بينما ملك السعودية سكت دهراً ونطق خيراً هذه المرة وإن كان هناك بعض الريبة من موقف السعودية هذه المرة ومعها باقي الدول العربية التي أصبحت فجأة صديقة لنا منذ أيام مبارك.

أصدقائي .. فكروا جيداً قبل التحدث ونشر الأخبار والآراء الشخصية فقد تقتل أو تساهم في قتل برئ

خانة اليك

من مميزات (ثورة 30 يونيو ) أو (إنقلاب 30 يونيو) .. عودة قانون الطوارئ .. التهرب من المسؤولية عما حدث أثناء فض الاعتصامات .. اختفاء الشرطة مجدداً بعد إحتراق الأقسام (الغير قادرة على حماية نفسها أصلاً) .. عودة اللجان الشعبية ووجود المواطنين في الشوارع طوال الليل بما تيسر من أسحلة بيضاء وأسلحة نارية .. ظهور بعض الضمائر العفنة الفرحة بالدم مهما كانت شخصية أو إنتماء صاحب هذا الدم

وإلحاقاً للمميزات .. عودة أسلوب نظام مبارك في تعيين (المحافظين) وكذلك (الوزراء) .. تشكيل لجنة من 50 عضو لتعديل الدستور (لا نعلمهم ولا يعلموننا ولا ندري على أي أساس تم اختيارهم) ومن المنتظر (سلق) الدستور المعدل في أقل وقت ممكن .. عودة أسلوب التخوين مرة أخرى بعد تقدم كل طرف بأدلة مضادة لأدلة الطرف الآخر ..

واستكمالاً للمميزات الرهيبة .. حتى الآن لا يوجد أي جدول زمني لخريطة الطريق (المزعومة) سواء بتحديد موعد للإنتهاء من الدستور (المسلوق أو المعدل) ولا انتخابات البرلمان ولا حتى انتخابات الرئاسة .. أستك منه فيه .. أضف على ذلك في حالة إجراء انتخابات رئاسية ستختار من ؟؟ بعد كل ما مر من أحداث هل تثق بأحد الوجوه الموجودة على الساحة ؟؟؟؟ هل ستختار أحد العسكر في حال ترشحه مثل سامي عنان / السيسي / موافي أو حتى شفيق ؟؟؟؟؟؟؟


أعزائي .. لقد وضعنا أنفسنا بأنفسنا في خانة اليك .. البس يا شعب

عيد سعيد


كل عام وأنتم بخير وعيد سعيد علينا وعليكم  وإليكم العادة الفاطمية من كعك وخلافه ولا تنسونا في العيدية




هذه بلاد لم تعد كبلادي

أشتقت يوما أن تعود بلادي
غابت وغبنا و انتهت ببعاد
في كل نجم ضل .. حلم ضائع
وسحابة لبست ثياب حداد
وعلى المدى أسراب طير راحل
نسي الغناء ....فصار سرب جراد
هذه بلاد تاجرت في أرضها
وتفرقت شيعا بكل مزاد

من قصيدة (هذه بلاد لم تعد كبلادي) للشاعر فاروق جويدة